المحمدية الكاملة هي ثورة العرفان والوصال الالهي
بسم الله الرحمن الرحيم
[ الحلقة الأولى ]
الأخوة القراء المحترمين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والتسليم على حضرة النبي الأقدس في ملكوته محمد النور وقبس القبس في عالمية النور ..وفي حضرة الشجية الرحمانية وعلى اشراقات آل بيته المطهرين القديسين اسمهم في التوراة والإنجيل أسباط العترة المحمدية العلوية ..
صلاة لا حدود لها يا الهي عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ...
مشاركتي على ما ورد في الباقة الوردية في الصلوات المحمدية هو الحديث ذو الشجون لما له صلاة في تمام الحضرة الروحانية .. ولهذا يجب الولوج في حالة الحضرة المحمدية والطريقة الصراطية ..
لنكتشف كلمة السر الالهية في الصلوات المحمدية .. هذه الفريضة التي أقصيت كل الأعمال أو معظمها بتركها وتسبيحاتها .. والباقة غطت العرض الروحاني والمسببات في طريق الواصلين لعادة تسجيلها في هذه المشاركة الاحيائية ..
الصلاة المحمدية الخالصة أو ما يطلق عليها
خطأ الصلاة الابراهيمية .. هي بوابة القبول وشرطية مناط الأعمال في عالمية القبول الالهي لحالة الأرواح وكذا الأعمال تحدد بركتها بالصلاة الروحانية ذات المعاني العميقة لمفهومها ومحتوياتها ونفحاتها الروحانية .. وقد جاء في الأحاديث الصحيحة المروية :
[ الدعاء محجوب حتى تصلي على محمد وآل محمد ] [ رواه : البخاري ]
وهنا المفصل للحضور المحمدي في الأعمال ..
ولما للأعمال من صلة بعالمية الشهادة العلوية والشهادة العلوية .. والدعاء بالصلاة على محمد وآل محمد لها من المكنونات الروحية والثورة العلوية ما لا يحصى فوائده ومعانية في عالم الوصال ..
والدعاء المحجوب هو المصكوك عليه بحالة الرفض للقبول وزهو الحرمان من البركة السماوية ..
ولنتأمل في علم التفسير لقوله تعالى :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ
الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى
اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } البقرة143
وهذه الآية ذات صلة في الربط الروحاني بين مفهومي الصلاة والقبول وعالمية الشهادة ..
والشهادة هنا ليست شهادة الدم ولكن شهادة النبوة والعترة المطهرين على كلية أعمال البشر والأمة
المحمدية على وجه الخصوص ..
وفي الآية أن الأمة الوسط هم البيت النبوي المطهرين .. فهم الأمة والوسط ومحبيهم هم المتوسطون العادلون الذين نفي عنها حالات الظلم بين العباد ، والبعيدين عن عالم
الآثام ، وتفسير الأمة في القرآن تعبر عن حالة تتوسط روح الأمة ويكون لها الوصال بين الله والمؤمنين .. وفيهم الشهادة وخلقوا للشهادة .. وليس بالامكان ان تكون لهذه الأمة المختارة من إمكانيات الشفاعة بدون التطهير ، لذا شملهم العلي بالتطير المتواصل من عالم الارادة العلوية وهو
تمام قوله تعالى :
{ ِإنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } الأحزاب33
الارادة هنا تأكيدية فيها المضارع المستمر والمستقبل الأزلي .. وهذه الآية فيها إجماع نصي إنها نزلت بحق أهل الكساء والخمسة المطهرين : الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ أنا أبوهم وعصبتهم ] وهنا نكتشف ذواتنا أمام بحر التطهير المحمدي في هؤلاء الخمسة أصحاب الشفاعة .. وبدون ولايتهم لا تدرك المعاني الكاملة للصلوات عليهم يعني وجوب محبتهم وطاعتهم ، والمحبة المحمدية الكاملة لا تتكامل الا بالعترة من محبة أهل بيته عليهم السلام .. وهو
أمر قرآني محض ، لقوله تعالى :
{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي
الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23
والبشارة وكلية الآية نزلت على قلب النبي صلوات الله عليه وسلامه وآله بشارة من الله تعالى
وهو صاحب القبول في الأعمال .. بأن أجر النبوة على الأمة المحمدية هي بالمودة لقربى النبي صلى الله عليه وآله .. ولهذا فالصلاة على محمد وآله ليست فحسب تسبيحات مجردة .
بل هي سبحات في عالم الروح وعالم الجلال تحوم الروح في علياء الملكوت ليصلها السلام في الرد المحمدي النبوي .. وليس من العقل أن يسلم النبي ردا على سلامة والصلوات عليه وأهل بيته الا بحضور الروح العلوية وهي من أمر الله العلوي ليزكيها الله في الحضرة الربانية ..وتأخذ الصك المختوم من النبي الأقدس بحصول مرتبة البركة والشهادة والدعاء..
وهنا في الآية ربط الله تعالى في قرآنه بالأحر الحقيقي على النبوة هو مرتبة علوية متعلق بروح المكثر من الصلوات حيث تتعانق روحه بروح النبي المصطفى صلوات الله عليه وسلامه وآله ..
جائت البشارة في الآية وعملية الأجر لما اعد المولى تعال للمصلين على نبيهم وآله..
وفي قوله تعالى في الآية :
{ ومن يقترف حسنة نزد له فيها } والحسنة في تفسير أهل البيت هم آل محمد عليهم السلام لما تعلق المعنى بجوهر الموضوع المطروح كقضية مصيرية في قلب القرآن .. والصلاة على محمد لا تكون بالقطع كاملة تؤتي أكلها في كل حين .. حيث تشاء إلا بالصلاة على أهل البيت مع نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ..
وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ لا تصلوا علي الصلاة البتراء ] قالوا وما البتراء يا رسول الله فقال :
[ ان تقولوا اللهم صلي على محمد ولا تكملوا .. ] ولهذا سميت الصلاة البتراء بالصلاة المقطوعة لأن فيها قطع البركة والمرحمة والنسب وكذلك شرفية البركة والرسالة والتطهير بين روح النبوة والعترة وهم أبناء النبي من فاطمة الزهراء وعلي عليهما الصلاة والسلام ..
فترانا ونحن نصلي الخمس صلوات أو المكثر والقائم والمسبح بها لا يبرح في صلاته أن يصلي على محمد وآل محمد .. ولا تصح الصلاة إلا بهما .. فكيف نصله الصلاة الكاملة في صلواتنا وفي حياتنا ويومياتنا .. والقليل من يصلي على محمد وآل محمد .. عليهم الصلاة والسلام ..
قالوا كيف تصلي عليك يا رسول الله : فقالا صلى الله عليه وآله :
[ قولوا اللهم صلي على محمد وآل محمد ]
هذه هي الصورة المتفق عليه والزيادات في الأزواج هي لحصول البركة .. ولهذا حمل القرآن في الصلاة المحمدية روح النور العلوية وثبات المعرفية لجلال آل محمد في حياتنا وسياستنا ومصالحنا يجب أن يكون آل محمد في عقلنا وكلية ثقافتنا وحتى في خبزنا اليومي نبدأة بالتسمية وبالحضور المحمدي والآل المطهرين على موائنا حتى تكتمل بالبركة .. والسنة في الحديث هي العترة وآل البيت عليه السلام .. لما ورد في الصحاح المعتبرة عند المسلمين [ إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر ، وأنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض كتاب الله وعترتي أهل بيتي [ رواه مسلم في صحيحه : باب فضائل علي بن أبي طالب ." ولهذا كانت فلسفة الصلاة على محمد وآل محمد هي الأساس وعمود الدين وحبل الوصال المنشود في الاعتصام : وهو قوله تعالى :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ }
وجاء في التفسير حبل الله هم آل محمد [ الصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني ]
فهم النعمة المرجوة وحملة الشريعة .. والشكر في القرآن يجب ان يكون بعد تعظيم الله شكرا للرسول وآله المطهرين امتداد الشفاعة .. والناس يعذبون من عدم الشفاعة لقصورهم بآل محمد عليهم السلام وهو قوله تعالى على لسانهم لتأكيد الحالة الجمعية للشفاعة :
{فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } الشعراء100
ولم تأتي الشفاعة بالمفرد لكن جاءت بصورة الجمع وهي رديف الثقلين
[ كتاب الله وعترتي ] وهم حملة السنة بعده صلى الله عليه وآله :
وهم في القرآن الوارثين [ كتاب الله وسنتي ] وفي الحديث الصحيح : وهو كلية معنى قوله تعالى :
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5
[ علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ]
[ الدر المنثور ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي وعشرات المصادر الحديثية الأخرى ]
والحديث عن العترة المطهرين يحتاج منا مجلدات لتفسير روحيتهم ووصالهم ..
وما يفاد في الموضوع هو القراءة الروحية الكاملة في صلواتنا لنفهم حقيقة العترة والحقيقة المحمدية الكاملة ..
ان الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام والصلوات الكاملة إنما يعني تجسيد لمسألة اعتقاديه في التكامل الخلقي والتوحد بالنبوة وكمالها ، وهذا هو مفهوم الأمة في القرآن الكريم
الكاملة بقيادتها الالهية المحمدية ..
حيث أنه صلى الله عليه وآله وسلم هو النفس المخلوقة الأولى ومن نواته النورانية خلق الله تعالى كل الأنفس والكلمات المخلوقة .. واشهد الله عليهم في الميثاق الأول بعد خلق الرواح على وحدانيته وفر دانيته في عالم الملكوت الجلال . .
والقرآن هو دعوة مفتوحة لمراجعة المكون الذاتي عبر اكتشاف النفس وأصولها الخلقية ..
الثورة النفسية من قلب الصلاة على الروح النبوية :
أي بتتابع حركة النفوس مع النفس الأولى والنبوة النورانية الأولى وهذه هي قصة البركة الالهية وحركة التطهير والفطرة
خلق الله المتعالي منها كل الأنفس الروحانية .. وهو كمال الحق في قوله تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً
فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف189
وقوله تعالى :
{وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ }الأنعام98
وأول نفس مخلوقة .. وعندما نكتشف أنم نفوسنا مخلوقة من نفس واحدة ونشأة واحدة وهي نشأة نواة النبي وروحه المتعالية صلوات الله عليه وآله .. علينا أن نتقدم بالمكافئة بالشكر والولاية الالهية للنبي وآله المطرين كوننا مشدودين خلقيا منهم ومن نورانيتهم .. .
ولهذا خاطب العلي القدير حركة الخلق بتمام مواصلة المودة تعبيرا عن الشكر الموصى به في القرآن فغيب قوله تعالى :
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } : لقمان14
وقوله تعالى :
{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } : الأنعام151
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } : الإسراء23
وهنا حددت الآيات الكريمة بعد الله تعالى ووحدانيته وعدم الشرك به : الوصية بالوالدين ..
محددا من خلالها بعد الربوبية قدسية المقام الأول للأبوة المحمدية ..
هذا على مستوى المصطلح القرآني في تحديد وتخصيص معاني [ الوالدين ] في الشريعة ومقامهما الأسمى ..
وهنا ندرك في قرائتنا التكاملية للشريعة في التوحد المصيري بين المصطلح القرآني والحديثي ....
ولهذا يجب ان ندرك في الشريعة والأصول النبوية ماهية النبوة والوالدين في المصطلح الحديثي
قال النبي صلى الله عليه وآله :
[ لعلي كرم الله تعالى وجهه " أنا وأنت أبوا هذه الأمة ]
[ ولذلك سمي النبي صلى الله عليه وسلم أبا المؤمنين قال الله تعالى :
( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) * ( الأحزاب : 66 )
وفي بعض القراآت * ( وهو أب لهم ) * وروى أنه عليه الصلاة والسلام قال : لعلي كرم الله تعالى وجهه " أنا وأنت أبوا هذه الأمة ]
وإلى هذا أشار صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله :
[ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ] اهـ .فلا تغفل ]
[تفسير الآلوسي : ج22 ، ص 32 = الأصفهاني ، الراغب : ( مفردات غريب القرآن ) ، الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1404 ، الناشر : دفتر نشر الكتاب ، القندوزي : ( ينابيع المودة لذوي القربى) ، الجزء : 1، ص 370 ، تحقيق : سيد علي جمال أشرف الحسيني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1416 ، الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر = ابن الصباغ " المالكي " : ( الفصول المهمة في معرفة الأئمة ) ، الجزء : 1، ص 675 ، في ذكر البتول = البروجردي ، السيد : ( جامع أحاديث الشيعة ) ، الجزء : 1، ص 149 ، سنة الطبع : 1399 ، المطبعة : المطبعة العلمية – قم ] [ 5 ] وفى كنوز الحقائق للمناوي : حق على على هذه الأمة كحق الوالد على ولده . ] ( ورواه الديلمي في الفردوس ) ]
الضبط السلوكي حسب الروحية القرآنية الترجمان للصلاة المحمدية:
قال تعالى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) } [النساء:65]،
وقال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) } [الأحزاب:36]،
وقال تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) } [النور:63].
{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) } [آل عمران:164]،
وقال ـ سبحانه وتعالى ـ:
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) } [الفتح:28].
أن تكون العبادة على وفق الشريعة التي جاء بها رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم –
كما قال الله تعالى :
{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر:7]، وقال تعالى :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [آل عمران:31].
وقال تعالى :
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) } [الأنعام:162-163].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة )).
ولما كانت نعمة الله تعالى على المؤمنين بإرسال رسوله - صلى الله عليه وسلم - إليهم عظيمة، أمرهم الله تعالى في كتابه العزيز أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما بعد أن أخبرهم أنه وملائكتَه يصلون عليه فقال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب :56].
ونتواصل بمشيئة الله تعالى في الحلقة الثانية ...
بسم الله الرحمن الرحيم
[ الحلقة الأولى ]
الأخوة القراء المحترمين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والتسليم على حضرة النبي الأقدس في ملكوته محمد النور وقبس القبس في عالمية النور ..وفي حضرة الشجية الرحمانية وعلى اشراقات آل بيته المطهرين القديسين اسمهم في التوراة والإنجيل أسباط العترة المحمدية العلوية ..
صلاة لا حدود لها يا الهي عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ...
مشاركتي على ما ورد في الباقة الوردية في الصلوات المحمدية هو الحديث ذو الشجون لما له صلاة في تمام الحضرة الروحانية .. ولهذا يجب الولوج في حالة الحضرة المحمدية والطريقة الصراطية ..
لنكتشف كلمة السر الالهية في الصلوات المحمدية .. هذه الفريضة التي أقصيت كل الأعمال أو معظمها بتركها وتسبيحاتها .. والباقة غطت العرض الروحاني والمسببات في طريق الواصلين لعادة تسجيلها في هذه المشاركة الاحيائية ..
الصلاة المحمدية الخالصة أو ما يطلق عليها
خطأ الصلاة الابراهيمية .. هي بوابة القبول وشرطية مناط الأعمال في عالمية القبول الالهي لحالة الأرواح وكذا الأعمال تحدد بركتها بالصلاة الروحانية ذات المعاني العميقة لمفهومها ومحتوياتها ونفحاتها الروحانية .. وقد جاء في الأحاديث الصحيحة المروية :
[ الدعاء محجوب حتى تصلي على محمد وآل محمد ] [ رواه : البخاري ]
وهنا المفصل للحضور المحمدي في الأعمال ..
ولما للأعمال من صلة بعالمية الشهادة العلوية والشهادة العلوية .. والدعاء بالصلاة على محمد وآل محمد لها من المكنونات الروحية والثورة العلوية ما لا يحصى فوائده ومعانية في عالم الوصال ..
والدعاء المحجوب هو المصكوك عليه بحالة الرفض للقبول وزهو الحرمان من البركة السماوية ..
ولنتأمل في علم التفسير لقوله تعالى :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ
الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى
اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } البقرة143
وهذه الآية ذات صلة في الربط الروحاني بين مفهومي الصلاة والقبول وعالمية الشهادة ..
والشهادة هنا ليست شهادة الدم ولكن شهادة النبوة والعترة المطهرين على كلية أعمال البشر والأمة
المحمدية على وجه الخصوص ..
وفي الآية أن الأمة الوسط هم البيت النبوي المطهرين .. فهم الأمة والوسط ومحبيهم هم المتوسطون العادلون الذين نفي عنها حالات الظلم بين العباد ، والبعيدين عن عالم
الآثام ، وتفسير الأمة في القرآن تعبر عن حالة تتوسط روح الأمة ويكون لها الوصال بين الله والمؤمنين .. وفيهم الشهادة وخلقوا للشهادة .. وليس بالامكان ان تكون لهذه الأمة المختارة من إمكانيات الشفاعة بدون التطهير ، لذا شملهم العلي بالتطير المتواصل من عالم الارادة العلوية وهو
تمام قوله تعالى :
{ ِإنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } الأحزاب33
الارادة هنا تأكيدية فيها المضارع المستمر والمستقبل الأزلي .. وهذه الآية فيها إجماع نصي إنها نزلت بحق أهل الكساء والخمسة المطهرين : الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ أنا أبوهم وعصبتهم ] وهنا نكتشف ذواتنا أمام بحر التطهير المحمدي في هؤلاء الخمسة أصحاب الشفاعة .. وبدون ولايتهم لا تدرك المعاني الكاملة للصلوات عليهم يعني وجوب محبتهم وطاعتهم ، والمحبة المحمدية الكاملة لا تتكامل الا بالعترة من محبة أهل بيته عليهم السلام .. وهو
أمر قرآني محض ، لقوله تعالى :
{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي
الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23
والبشارة وكلية الآية نزلت على قلب النبي صلوات الله عليه وسلامه وآله بشارة من الله تعالى
وهو صاحب القبول في الأعمال .. بأن أجر النبوة على الأمة المحمدية هي بالمودة لقربى النبي صلى الله عليه وآله .. ولهذا فالصلاة على محمد وآله ليست فحسب تسبيحات مجردة .
بل هي سبحات في عالم الروح وعالم الجلال تحوم الروح في علياء الملكوت ليصلها السلام في الرد المحمدي النبوي .. وليس من العقل أن يسلم النبي ردا على سلامة والصلوات عليه وأهل بيته الا بحضور الروح العلوية وهي من أمر الله العلوي ليزكيها الله في الحضرة الربانية ..وتأخذ الصك المختوم من النبي الأقدس بحصول مرتبة البركة والشهادة والدعاء..
وهنا في الآية ربط الله تعالى في قرآنه بالأحر الحقيقي على النبوة هو مرتبة علوية متعلق بروح المكثر من الصلوات حيث تتعانق روحه بروح النبي المصطفى صلوات الله عليه وسلامه وآله ..
جائت البشارة في الآية وعملية الأجر لما اعد المولى تعال للمصلين على نبيهم وآله..
وفي قوله تعالى في الآية :
{ ومن يقترف حسنة نزد له فيها } والحسنة في تفسير أهل البيت هم آل محمد عليهم السلام لما تعلق المعنى بجوهر الموضوع المطروح كقضية مصيرية في قلب القرآن .. والصلاة على محمد لا تكون بالقطع كاملة تؤتي أكلها في كل حين .. حيث تشاء إلا بالصلاة على أهل البيت مع نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ..
وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ لا تصلوا علي الصلاة البتراء ] قالوا وما البتراء يا رسول الله فقال :
[ ان تقولوا اللهم صلي على محمد ولا تكملوا .. ] ولهذا سميت الصلاة البتراء بالصلاة المقطوعة لأن فيها قطع البركة والمرحمة والنسب وكذلك شرفية البركة والرسالة والتطهير بين روح النبوة والعترة وهم أبناء النبي من فاطمة الزهراء وعلي عليهما الصلاة والسلام ..
فترانا ونحن نصلي الخمس صلوات أو المكثر والقائم والمسبح بها لا يبرح في صلاته أن يصلي على محمد وآل محمد .. ولا تصح الصلاة إلا بهما .. فكيف نصله الصلاة الكاملة في صلواتنا وفي حياتنا ويومياتنا .. والقليل من يصلي على محمد وآل محمد .. عليهم الصلاة والسلام ..
قالوا كيف تصلي عليك يا رسول الله : فقالا صلى الله عليه وآله :
[ قولوا اللهم صلي على محمد وآل محمد ]
هذه هي الصورة المتفق عليه والزيادات في الأزواج هي لحصول البركة .. ولهذا حمل القرآن في الصلاة المحمدية روح النور العلوية وثبات المعرفية لجلال آل محمد في حياتنا وسياستنا ومصالحنا يجب أن يكون آل محمد في عقلنا وكلية ثقافتنا وحتى في خبزنا اليومي نبدأة بالتسمية وبالحضور المحمدي والآل المطهرين على موائنا حتى تكتمل بالبركة .. والسنة في الحديث هي العترة وآل البيت عليه السلام .. لما ورد في الصحاح المعتبرة عند المسلمين [ إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر ، وأنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض كتاب الله وعترتي أهل بيتي [ رواه مسلم في صحيحه : باب فضائل علي بن أبي طالب ." ولهذا كانت فلسفة الصلاة على محمد وآل محمد هي الأساس وعمود الدين وحبل الوصال المنشود في الاعتصام : وهو قوله تعالى :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ }
وجاء في التفسير حبل الله هم آل محمد [ الصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني ]
فهم النعمة المرجوة وحملة الشريعة .. والشكر في القرآن يجب ان يكون بعد تعظيم الله شكرا للرسول وآله المطهرين امتداد الشفاعة .. والناس يعذبون من عدم الشفاعة لقصورهم بآل محمد عليهم السلام وهو قوله تعالى على لسانهم لتأكيد الحالة الجمعية للشفاعة :
{فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } الشعراء100
ولم تأتي الشفاعة بالمفرد لكن جاءت بصورة الجمع وهي رديف الثقلين
[ كتاب الله وعترتي ] وهم حملة السنة بعده صلى الله عليه وآله :
وهم في القرآن الوارثين [ كتاب الله وسنتي ] وفي الحديث الصحيح : وهو كلية معنى قوله تعالى :
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5
[ علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ]
[ الدر المنثور ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي وعشرات المصادر الحديثية الأخرى ]
والحديث عن العترة المطهرين يحتاج منا مجلدات لتفسير روحيتهم ووصالهم ..
وما يفاد في الموضوع هو القراءة الروحية الكاملة في صلواتنا لنفهم حقيقة العترة والحقيقة المحمدية الكاملة ..
ان الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام والصلوات الكاملة إنما يعني تجسيد لمسألة اعتقاديه في التكامل الخلقي والتوحد بالنبوة وكمالها ، وهذا هو مفهوم الأمة في القرآن الكريم
الكاملة بقيادتها الالهية المحمدية ..
حيث أنه صلى الله عليه وآله وسلم هو النفس المخلوقة الأولى ومن نواته النورانية خلق الله تعالى كل الأنفس والكلمات المخلوقة .. واشهد الله عليهم في الميثاق الأول بعد خلق الرواح على وحدانيته وفر دانيته في عالم الملكوت الجلال . .
والقرآن هو دعوة مفتوحة لمراجعة المكون الذاتي عبر اكتشاف النفس وأصولها الخلقية ..
الثورة النفسية من قلب الصلاة على الروح النبوية :
أي بتتابع حركة النفوس مع النفس الأولى والنبوة النورانية الأولى وهذه هي قصة البركة الالهية وحركة التطهير والفطرة
خلق الله المتعالي منها كل الأنفس الروحانية .. وهو كمال الحق في قوله تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً
فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف189
وقوله تعالى :
{وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ }الأنعام98
وأول نفس مخلوقة .. وعندما نكتشف أنم نفوسنا مخلوقة من نفس واحدة ونشأة واحدة وهي نشأة نواة النبي وروحه المتعالية صلوات الله عليه وآله .. علينا أن نتقدم بالمكافئة بالشكر والولاية الالهية للنبي وآله المطرين كوننا مشدودين خلقيا منهم ومن نورانيتهم .. .
ولهذا خاطب العلي القدير حركة الخلق بتمام مواصلة المودة تعبيرا عن الشكر الموصى به في القرآن فغيب قوله تعالى :
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } : لقمان14
وقوله تعالى :
{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } : الأنعام151
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } : الإسراء23
وهنا حددت الآيات الكريمة بعد الله تعالى ووحدانيته وعدم الشرك به : الوصية بالوالدين ..
محددا من خلالها بعد الربوبية قدسية المقام الأول للأبوة المحمدية ..
هذا على مستوى المصطلح القرآني في تحديد وتخصيص معاني [ الوالدين ] في الشريعة ومقامهما الأسمى ..
وهنا ندرك في قرائتنا التكاملية للشريعة في التوحد المصيري بين المصطلح القرآني والحديثي ....
ولهذا يجب ان ندرك في الشريعة والأصول النبوية ماهية النبوة والوالدين في المصطلح الحديثي
قال النبي صلى الله عليه وآله :
[ لعلي كرم الله تعالى وجهه " أنا وأنت أبوا هذه الأمة ]
[ ولذلك سمي النبي صلى الله عليه وسلم أبا المؤمنين قال الله تعالى :
( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) * ( الأحزاب : 66 )
وفي بعض القراآت * ( وهو أب لهم ) * وروى أنه عليه الصلاة والسلام قال : لعلي كرم الله تعالى وجهه " أنا وأنت أبوا هذه الأمة ]
وإلى هذا أشار صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله :
[ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ] اهـ .فلا تغفل ]
[تفسير الآلوسي : ج22 ، ص 32 = الأصفهاني ، الراغب : ( مفردات غريب القرآن ) ، الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1404 ، الناشر : دفتر نشر الكتاب ، القندوزي : ( ينابيع المودة لذوي القربى) ، الجزء : 1، ص 370 ، تحقيق : سيد علي جمال أشرف الحسيني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1416 ، الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر = ابن الصباغ " المالكي " : ( الفصول المهمة في معرفة الأئمة ) ، الجزء : 1، ص 675 ، في ذكر البتول = البروجردي ، السيد : ( جامع أحاديث الشيعة ) ، الجزء : 1، ص 149 ، سنة الطبع : 1399 ، المطبعة : المطبعة العلمية – قم ] [ 5 ] وفى كنوز الحقائق للمناوي : حق على على هذه الأمة كحق الوالد على ولده . ] ( ورواه الديلمي في الفردوس ) ]
الضبط السلوكي حسب الروحية القرآنية الترجمان للصلاة المحمدية:
قال تعالى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) } [النساء:65]،
وقال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) } [الأحزاب:36]،
وقال تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) } [النور:63].
{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) } [آل عمران:164]،
وقال ـ سبحانه وتعالى ـ:
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) } [الفتح:28].
أن تكون العبادة على وفق الشريعة التي جاء بها رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم –
كما قال الله تعالى :
{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر:7]، وقال تعالى :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [آل عمران:31].
وقال تعالى :
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) } [الأنعام:162-163].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة )).
ولما كانت نعمة الله تعالى على المؤمنين بإرسال رسوله - صلى الله عليه وسلم - إليهم عظيمة، أمرهم الله تعالى في كتابه العزيز أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما بعد أن أخبرهم أنه وملائكتَه يصلون عليه فقال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب :56].
ونتواصل بمشيئة الله تعالى في الحلقة الثانية ...