بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي من علينا بصحة الإعتقاد ، و طهر قلوبنا من أدران الشرك و الوثنية و الإلحاد، و أنقذنا من دركات الجاهلية و الشّر و الفساد، أحمده تعالى و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، جلّ عن الأنداد ، و تنزّه عن الصّاحبة و الأولاد ، و تعالى عن مشابهة العباد.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة من علم معناها ، و عمل بمقتضاها ، و حقّق المراد ، و أشهد أن نبينا محمد عبد الله و رسوله ، إمام الموحدين ، و خاتم الأنبياء و المرسلين ، و الهادي إلى سبيل الحقّ و الرّشاد ، و الشّافع المشّفع يوم المعاد ، صلّى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه الأمجاد ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم التّناد .
أمــــــــا بعد :
من أراد دخول الجنان ، و رام رضا الرّحمن ، و طلب السلامة من النّيران ، فعليه بتوحيد الملك الدَّيَّان ، و سلامة العقيدة من الأدران ، و تحقيق العبودية و الإيمان ، خرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا ، دخل الجنّة ، و من لقيه يشرك به دخل النّار ).
يا عبــــــاد الله ، القضية الأم التي يجب أن يهتمّ بها كل مسلم ، هي القضية التي عُني بها المرسلون و الأنبياء ، إنها قضية القضايا باتّفاق ، و أهم القضايا على الإطلاق ، إنها أساس الملّة ، و أصل الدّين ، و قاعدة الإسلام ، من أجلها أٌرسلت الرّسل ، و من أجلها أُنزلت الكتب ، و جُرّدت السُّيوف ، من أجلها حصل الولاء و البراء ، المنع و العطاء ، و الحب و العداء ، تلكم القضية إخواني أيها الموحدون قضية العقيدة بالله رب العالمين ، بربوبيته ، و ألوهيته ، و أسمائه و صفاته .
أفليس حقـــــــــا علينا أن نفق من نومنا ، و أن نتفطن ، فلا نقع في ربقة أفكار ضالّة ، و لا في شراك عقائد ملوثة تلطخت بأوضار الضلالة ، و نشرب من مياه الخرافة ، حتى لا ينطفئ نور إيماننا و تذبل زهرة توحيدنا ؟
التوحيــــــــد حق الله على العبيد ، قال ابن القيم عليه رحمة الله
حق الإله عبادة بالأمر لا بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير إشراك به شيئا هما سببا النجاة فحبذا السببان.
ما هــــــــــــو التوحيد يا أُمّة الإسلام ؟؟.
التوحيد لغة : مصدر وَحّد يوحّدُ أي جعل الشيئ واحدا .
و شرعا هو : إفراد الله في ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته و حكمه .
أنظر مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله : 1/34 .
اعلم أخي المسلم و أختي المسلمة أن الإنسان لا يكون من أهل التوحيد الخالص إلا إذا أفرد الله بجميع العبادات .
قال الله تعالى : (( ألر كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير(1) ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير و بشير )) هود: 1و2 .
و لا يكون الإنسان من المتبعين لرسول ربّ العالمين صلّى الله عليه و سلم اتباعا صادقا إلا إذا أفرد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمتابعة ، فكما أننا لا نعبد إلا الله فكذلك لا نتبع إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم .
قال تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم )) آل عمران :31 .
معنى : لا إله إلا الله
أي : لا معبود بحق إلا الله ، و غير الله إن عُبد فبباطل .
قال الله تعالى : (( ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل و أن الله هو العلي الكبير )) الحج :62 .
و قال تعالى : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) محمد :19 .
شروط لا إله إلا الله
الأول: العلم بمعناها
قال تعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾ , قوله تعالى: ﴿إلا من شهد بالحق وهم يعلمون﴾ أي بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
ومن السّنة: الحديث الثابت الصحيح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).
الثاني: اليقين
ودليله من القرآن قوله تعالى: ﴿إنما المؤمنون الذين أمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون﴾ ما اشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا. أي لا يشكون أما المرتاب فهو من النفاق.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)، وفي رواية (لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة) عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً من حديث طويل (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله متيقناً بها قلبه فبشره بالجنة).
الثالث الإخلاص
قوله تعالى: ﴿ألا لله الدين الخالص﴾ وقوله سبحانه وتعالى ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء﴾.
ومن السنة: الحديث الثابت الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه). وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل). وللنسائي في اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مخلصاً بها قلبه يصدق بها لسانه إلا فتق الله لها السماء فتقاً حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر الله إليه أن يعطيه سؤاله).
الرابع: الصدق
ودليله في قوله تعالى ﴿ألۤمۤ أحَسِبَ الناس أن يتركوا أن يقولوا اءمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين﴾ وقوله ﴿ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين يُخادعون الله والذين اءمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون﴾
ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار).
الخامس: المحبة
والدليل قوله سبحانه وتعالى ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله﴾ وقوله تعالى ﴿يا أيها الذين اءمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لآئم﴾.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
السادس: الإنقياد
دليله من القرآن قوله تعالى ﴿وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له﴾ وقوله ﴿ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن﴾ وقوله ﴿ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾ أي بكلمة لا إله إلا الله وقوله جل من قائل ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما﴾.
والدليل من السنة المطهرة قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً كما جئت به) وهذا تمام الإنقياد وغايته.
السابع: القبول
قال تعالى: ﴿وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا اءبآءنا على أمة وإنا على اءثرهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه اءبآءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فأنظر كيف كان عاقبة المكذبين﴾ ﴿ويقولون أَئِنّا تاركوا ءالِهَتِنا لشاعر مجنون﴾.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقيه قبلت الماء فأنبتت الكلا والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا أصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلا فذلك مثل من فقه في دين الله ما بعثني الله به فعلم وعمل ومثل من لم يرفع بذلك راساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) .
راجع لشروط لا إله إلا الله كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله .
و الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله الدرس الثاني .
مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله :
ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات المدلول عليه بالنفي وهو قولنا : (لا إله)
و عبادة الله وحده لا شريك له المدلول عليه بالإثبات و هو قولنا : (إلا الله).
قال الله تعالى : (( و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) الإسراء: 23
و قال تعالى : ((و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا )) النساء :36
نقلته مما كتبه الأخ الفاضل: أبو عبد الله علاء الدين معزوزي
** منقول**
الحمد لله الذي من علينا بصحة الإعتقاد ، و طهر قلوبنا من أدران الشرك و الوثنية و الإلحاد، و أنقذنا من دركات الجاهلية و الشّر و الفساد، أحمده تعالى و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، جلّ عن الأنداد ، و تنزّه عن الصّاحبة و الأولاد ، و تعالى عن مشابهة العباد.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة من علم معناها ، و عمل بمقتضاها ، و حقّق المراد ، و أشهد أن نبينا محمد عبد الله و رسوله ، إمام الموحدين ، و خاتم الأنبياء و المرسلين ، و الهادي إلى سبيل الحقّ و الرّشاد ، و الشّافع المشّفع يوم المعاد ، صلّى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه الأمجاد ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم التّناد .
أمــــــــا بعد :
من أراد دخول الجنان ، و رام رضا الرّحمن ، و طلب السلامة من النّيران ، فعليه بتوحيد الملك الدَّيَّان ، و سلامة العقيدة من الأدران ، و تحقيق العبودية و الإيمان ، خرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا ، دخل الجنّة ، و من لقيه يشرك به دخل النّار ).
يا عبــــــاد الله ، القضية الأم التي يجب أن يهتمّ بها كل مسلم ، هي القضية التي عُني بها المرسلون و الأنبياء ، إنها قضية القضايا باتّفاق ، و أهم القضايا على الإطلاق ، إنها أساس الملّة ، و أصل الدّين ، و قاعدة الإسلام ، من أجلها أٌرسلت الرّسل ، و من أجلها أُنزلت الكتب ، و جُرّدت السُّيوف ، من أجلها حصل الولاء و البراء ، المنع و العطاء ، و الحب و العداء ، تلكم القضية إخواني أيها الموحدون قضية العقيدة بالله رب العالمين ، بربوبيته ، و ألوهيته ، و أسمائه و صفاته .
أفليس حقـــــــــا علينا أن نفق من نومنا ، و أن نتفطن ، فلا نقع في ربقة أفكار ضالّة ، و لا في شراك عقائد ملوثة تلطخت بأوضار الضلالة ، و نشرب من مياه الخرافة ، حتى لا ينطفئ نور إيماننا و تذبل زهرة توحيدنا ؟
التوحيــــــــد حق الله على العبيد ، قال ابن القيم عليه رحمة الله
حق الإله عبادة بالأمر لا بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير إشراك به شيئا هما سببا النجاة فحبذا السببان.
ما هــــــــــــو التوحيد يا أُمّة الإسلام ؟؟.
التوحيد لغة : مصدر وَحّد يوحّدُ أي جعل الشيئ واحدا .
و شرعا هو : إفراد الله في ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته و حكمه .
أنظر مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله : 1/34 .
اعلم أخي المسلم و أختي المسلمة أن الإنسان لا يكون من أهل التوحيد الخالص إلا إذا أفرد الله بجميع العبادات .
قال الله تعالى : (( ألر كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير(1) ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير و بشير )) هود: 1و2 .
و لا يكون الإنسان من المتبعين لرسول ربّ العالمين صلّى الله عليه و سلم اتباعا صادقا إلا إذا أفرد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمتابعة ، فكما أننا لا نعبد إلا الله فكذلك لا نتبع إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم .
قال تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم )) آل عمران :31 .
معنى : لا إله إلا الله
أي : لا معبود بحق إلا الله ، و غير الله إن عُبد فبباطل .
قال الله تعالى : (( ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل و أن الله هو العلي الكبير )) الحج :62 .
و قال تعالى : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) محمد :19 .
شروط لا إله إلا الله
الأول: العلم بمعناها
قال تعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾ , قوله تعالى: ﴿إلا من شهد بالحق وهم يعلمون﴾ أي بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
ومن السّنة: الحديث الثابت الصحيح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).
الثاني: اليقين
ودليله من القرآن قوله تعالى: ﴿إنما المؤمنون الذين أمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون﴾ ما اشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا. أي لا يشكون أما المرتاب فهو من النفاق.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)، وفي رواية (لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة) عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً من حديث طويل (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله متيقناً بها قلبه فبشره بالجنة).
الثالث الإخلاص
قوله تعالى: ﴿ألا لله الدين الخالص﴾ وقوله سبحانه وتعالى ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء﴾.
ومن السنة: الحديث الثابت الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه). وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل). وللنسائي في اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مخلصاً بها قلبه يصدق بها لسانه إلا فتق الله لها السماء فتقاً حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر الله إليه أن يعطيه سؤاله).
الرابع: الصدق
ودليله في قوله تعالى ﴿ألۤمۤ أحَسِبَ الناس أن يتركوا أن يقولوا اءمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين﴾ وقوله ﴿ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين يُخادعون الله والذين اءمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون﴾
ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار).
الخامس: المحبة
والدليل قوله سبحانه وتعالى ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله﴾ وقوله تعالى ﴿يا أيها الذين اءمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لآئم﴾.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
السادس: الإنقياد
دليله من القرآن قوله تعالى ﴿وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له﴾ وقوله ﴿ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن﴾ وقوله ﴿ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾ أي بكلمة لا إله إلا الله وقوله جل من قائل ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما﴾.
والدليل من السنة المطهرة قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً كما جئت به) وهذا تمام الإنقياد وغايته.
السابع: القبول
قال تعالى: ﴿وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا اءبآءنا على أمة وإنا على اءثرهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه اءبآءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فأنظر كيف كان عاقبة المكذبين﴾ ﴿ويقولون أَئِنّا تاركوا ءالِهَتِنا لشاعر مجنون﴾.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقيه قبلت الماء فأنبتت الكلا والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا أصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلا فذلك مثل من فقه في دين الله ما بعثني الله به فعلم وعمل ومثل من لم يرفع بذلك راساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) .
راجع لشروط لا إله إلا الله كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله .
و الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله الدرس الثاني .
مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله :
ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات المدلول عليه بالنفي وهو قولنا : (لا إله)
و عبادة الله وحده لا شريك له المدلول عليه بالإثبات و هو قولنا : (إلا الله).
قال الله تعالى : (( و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) الإسراء: 23
و قال تعالى : ((و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا )) النساء :36
نقلته مما كتبه الأخ الفاضل: أبو عبد الله علاء الدين معزوزي
** منقول**